اعلان اسفل القائمة العلوية

header ads

عندما منعني من قراءة كتاب كانط



دخلت على أحد الناشرين يوما
 فسألته : هل لديك كتاب #كانط #نقد_العقل_المحظ.
فلم تكن ردة فعله إلا أن نظرني نظرة من رأسي إلى أخمص قدمي...ثم قال : وماذا تريد فيه؟
حقيقة فاجأني السؤال ودار في ذهني عدة سيناريوهات للرد على هذا الناشر الغريب.
الناشرون عادة يستعجلون بيع الكتب ولايمكن أن يسألك هذا السؤال إلا إذا سألته أنت عن ذلك. فما عساه يريد من سؤاله؟
هل يريد الناشر التدخل في قراءاتي؟،،، وهذه الفكرة رفعت حرارة جسمي وزاد من بريق عيني وبدا ذلك جليا على ملامح وجهي.
ام هل ياتُرى أراد أن يعرف هدفي من قراءة هذا الكتاب لينصحني بما هو مفيد أكثر؟ فلو أخذت بهذه الفكرة سليمة النية .. ولكن لماذا هذه النظرة الشزرة؟ عاد مرة أخرى الدم يغلي في جسمي حنقا من سؤاله الغريب.
هدأت من روعي وعاودت الكره عليه ، وقلت أحب الفلسفة وعرفت أن كانط يعتبر ابوالفلسفة الحديثة والكثير من الفلاسفة قد أخذ عنه.
رأيت معالم الرضى على وجه الناشر ..وكأنه قد عرف أني فعلا أقصد ماأقول ...
وحتى علامات الرضى هذه منه لم ترضي شغفي ..وازداد غضبي لانه مازال يعاملني كأني قارئ مندفع ومبتدأ.

اجاب الناشر أخيرا وقال: ولكنه كتاب صعب عليك !!!!!😱😱😱
صدمني صدمة العمر بإجابته... وفي هذه اللحظة تماما برز أمام عيني الخيار الصعب الذي كنت في كل مره ادخل رأسه وأحاول أخفاؤه ألا وهو الانفجار فيه قائلا : منذ البداية وأنا لم يعجبني طريقة تعاملك مع رغبات القراء .. مابالك تتدخل في خيارتنا؟ وهل أمرك أحدهم بأن تكون مأمورا على طريقة تفكيرنا...اسمع ياأخ : إما أن تعطيني الكتاب وإما لاأريد أن أسمع منك فضول أكثر .
تخيلوا ماذا كانت ردة فعله : الكتاب جدا صعب وهو يُدرس في مدارس الفلسفة ولايمكن ان تقرأه لوحدك.
غاضني بكلامه اكثر ..وحاولت أن اضغط عليه ببعض الحركات بيدي ..أن اذهب وأعود ..ان اتجاهله قليلا...لكن لافائدة ...
تركته ووليت عنه ..وادهشني جدا أمره ..لم يمر علي في حياتي ناشر مثله.
إن كتاب الفيلسوف الألماني كانط متاح إلكترونيا ..ولكن مثل هذا الكتاب تحتاجه مطبوع لكي يكون مرجعك لكثير من الحقائق في الحياة.
نعم الكتاب صعب جدا في أفكاره... ولكن لايمنع ذلك من أن تقرأ الكتب الصعبة ..ومقبول جدا أن تستفيد ١٠% في المرة الأولى لقراءته..ولكن عليك إعادة قراءته ١٠ مرات.
ولكن هذا الناشر للأسف لم يكن صاحب رأي..ولو كنت قارئا عاديا لاستسلمت لكلامه وحرمني من مرجع فلسفي يعتبر مرجعا لكل الفلاسفة . اما أنا فحصلت على الكتاب وازداد اصراري عليه.
من الجيد أن تنصح الناس بقراءة كتاب دون كتاب آخر . ولكن إذا وصلك القارئ  واعطاك عنوان كتاب بشكل صريح فلاتحرمه من أن يقتني ذلك الكتاب..حتى لو لم يقرأه وكان صعبا عليه..يكفي أنه ألتقى بكتابه أخيرا.

ودمتم بخير
#وسام_مصلح

إرسال تعليق

0 تعليقات