اعلان اسفل القائمة العلوية

header ads

فراشة النور









فراشة النور هي أحد أنواع الفراش البالغ عدده أكثر من 20000 نوع، وهي تعيش أربع وعشرون ساعة فقط وتقضي ساعاتها في وضع بيوضها ونشرها قدر ما تستطيع. وسميت فراشة النور لأنها تبقى تحوم حول منابع الضوء وتعيش حياتها القصيرة لا تكل ولا تمل.
فكيف بك أيها الإنسان المكرم على كثير من خلق الله، ألا تعنيك حياة فراشة النور بشيء، لو تمعنا قليلا جدا بفكرة القصر والطول في الأعمار لن نجد لذلك معنى إذا فكرنا فيها بوحدة القياس، فو قلنا إن فلانا عاش مائة عام، ما هو السؤال التالي الذي سيخطر على بالك؟ ستتفق معي أن السؤال المنطقي هو ماذا كان يفعل؟ وذلك لأنك وبكل بساطة تحتاج لعنصر آخر وهو العمل لتستطيع أن تحكم على حياة هذا الإنسان هل كانت مجدية أم لا؟
وفي الحديث الشريف أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: “لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ “
ستجد أن السؤال سيكون عن الأعمال التي قمت بها خلال العمر وليس عن المدة الزمنية، ذلك لأن الأجل من اختصاص الله وليس لأحد أن يحدد ذلك ويعلمه، أما ما ستفعله خلال ذلك هو المهم وهو الذي سوف يسألك الله عنه.
فراشة النور بالتأكيد لا تعرف كم ستعيش، نحن بني الإنسان الذين عرفنا ذلك، ولكن هي منذ أن ترفرف بجناحيها تبدأ بالعمل والعبادة وتؤدي دورها في الحياة على أكمل وجه.
فراشة النور تبحث دائما عن منابع النور وتبقى دائما ترفرف حولها وتزيد من طاقتها وقدرتها على البقاء، أليس من الأجدى أن يبحث الإنسان عن منبع النور الخالد ألا وهو القرآن الكريم وينطلق للعمل بالاعتماد على ما أمره الله به أو نهاه عنه.
أليست الحياة قصيرة  مهما طالت! وقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم (ما لي وللدنيا؟، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها). وهذه فترة أقصر من عمر فراشة النور.
لابد وأن تعيش بطول عمل وليس بطول أمل، عليك بالعمل ثم العمل ثم العمل.
وذلك  لتلاقي الله وعندك جواب واضح وصريح "عن عمرك فيما أفنيته؟" لابد أن تحضر الجواب، والجواب ليس بالكلام الجواب بالعمل بالإنجاز.
لاتعتقد أن الإنجاز والعمل لايكون إلا بالجوائز وأن يشار إليك بالبنان وتكون مشهورا ومعروفا، العمل والإنجاز قد يكون لقلب تعلق بمالمساجد، قد يكون لكافل يتيم، قد يكون لمحفظ ابنه القرآن، قد يكون لبارٍ لوالديه. قد يكون لمن كتب مقالا، كتب كتابا، عمر مسجدا ، ساهم في بناء مستشفى، قد يكون لمن أخلص في عمله وأدا الأمانة. كل ماعليك أن لاتتهاون وتنشغل عن العمل الجاد بالإكثار من الملذات والاعتناء بكل ماهو فاني، فلم يخلقك الله لهذا إنما خلقك الله للعبادة.
العبادة لم يحددها الله وتركها مفتوحة لأنه يعلم أن الناس لن يكونوا بنفس الطاقة والقدرة والموهبة ، فما عليك سوى أن تعرف نفسك أولا وتبدأ العمل على قدر ما تستطيع، والله هو الموفق. 

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. قد جعل الله لنا امثلة في الارض نتعلم منها لندرك أخطائنا

    ردحذف