كأس
العالم في روسيا 2018 استخدم فيه تقنية تدعى باللغة الإنجليزية VAR وهي اختصار للجملة Video assistant referee وترجمتها باللغة العربية
"الفيديو مساعد الحكم" وهي تساعد الحكام لعرض الأخطاء الرياضية التي تقع
في الملعب ويجد الحكم صعوبة في اتخاذ القرار المناسب فيها فيلجأ لهذا الفيديو الذي
يعطيه اللقطة من جميع الاتجاهات وبالتالي تتوفر لديه معلومات أدق لاتخاذ قرار يساعده على أن يكون عادلا ومنصفا لكلا الفريقين
.
ومن
اللطيف أيضا أنه انتشرت العديد من اللقطات التي تخيلت استخدام "الڤار" في
الحياة، فوجدت أن البشر لديهم القدرة العالية على التمثيل والتعديل بعيدا عن
العيون ورصد الكاميرات. قد يكون ذلك طبيعا ، فمتى غابت الرقابة تصرف الإنسان على
سجيته وطبيعته.
تساءلت حقيقة،
أليس الله بقادر على أن يكون لدى الكائن الحي قدرة على استرجاع الأحداث ورصدها
بدقة لتتوفر لديه المعلومات الكافية للحُكم؟، لماذا ترك الله مساحة للعباد أن
يلجأو ا لعقولهم وشكوكهم وتفاوتهم في النظر إلى الأمور واختلاف قدراتهم على الحُكم
العادل.؟
ماعلاقة
نعمة الستر التي امتن الله بها على عبادة بهذا "الڤار" ؟
إن كانت
الكاميرات والإنسان يس باستطاعتهم رصد كل شيء ، لكن ملائكة الله يرصدون وسترى يوم
القيامة تقنية "الڤار" بأفضل
أساليبها ، أليس الله هو القائل (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ
مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ
لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا
عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) (49) سورة الكهف، أليست هذه
سورة الكهف التي من السنة أن تقرأها أيها المؤمن في كل جمعة لتذكرك بتقنية "الڤار"
وتعلمك أن أعمالك كلها مرصودة وستشاهدها وتراها وأنت ستحكم على نفسك، إن كانت هذه
التقنية تسمى مساعد الحكم ، فالله ربنا تعالى لايحتاج إلى مساعد، هو جعلها لك لتنظر بنفسك وتحاسب نفسك.
(وَوُضِعَ
الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ ) ﴿49 الكهف﴾ ، وهذه
آية أخرى يرصد الله بها حال المجرمين الذين سيطلعون على كل أعمالهم وإجرامهم ،
يعلم الله أن هؤلاء سيجادلون حتى وهم يعلمون أنهم خاسرون، سيظهر الله لهم الكتاب
الذي لايزل ولايظلم أحدا ، كتب بعناية وبغاية الدقة.
ويقول الله تعالى (مَا
فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) ﴿38 الأنعام﴾ ، كله مرصود ومعلوم بأمر
الله ، ومن أحسن من الله حديثا.
من يصنع "الڤار"
بينه وبين نفسه ؟، ويدخل هذه التقنية على أعماله ويحاسب نفسه بنفسه ، ويسترجع
أعماله وحركاته وسكناته، ويتخذ هو بنفسه الحكم العادل على نفسه ويتوب إلى الله.
وذلك لأن الله قد
أسبل علينا نعمة لايستطيع البشر تطبيقها وهي نعمة الستر ، فمن ستر نفسه ستره الله
في الدنيا والآخرة ، يقول الله تعالى {لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ
مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}
[النساء:148]
ويقول
النبي عليه الصلاة والسلام وى في البخاري ومسلم من حديث سالم بن عبدالله، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«كلُّ أُمَّتي معافًى إلا المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرَّجلُ
بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملتُ البارحة كذا
وكذا، وقد بات يستره ربُّه، ويُصبِح يكشف سترَ الله عنه”.
ستجد الكثيرين في
الحياة وفي كل المجالات لايتقون الله ولايقيمون حسابا لمماتهم ، ويجاهرون بالمعاصي
ويزين الشيطان لهم أعمالهم ، وفي كثير من الأحيان يستخدمون الدين ليحققوا مآربهم
وأهدافهم .
ونختم المقالة كما
ختمت سورة الشعراء التي حذرت من الهيام والكذب على الناس ويقول الله تعالى " وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ
مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"
استخدم تقنية "الڤار" في كل
حياتك وتابع أعمالك واهتم بأن تحكم على نفسك جيدا دون مواربة أو شكوك ، فلا أحد
أجدر بالحكم على نفسك إلا أنت.
وسام مصلح
6/7/2018
2 تعليقات
ردحذفسيو بلوجر
سيو
مسك كلمات في جوجل
خدمات سيو
اشهار مواقع
اشهار مواقع
دورة السيو
seo تعلم
سيو
seo شرح
سيو
رووووووووووووووووعه...❤❤❤
ردحذف