الكورونا والوقت

لطالما تشدق المتشدقون بأن الوقت لايكفيهم والعمر يمضي من بين أيديهم وأرجلهم وأنه لاوقت لديهم ليحكوا رؤوسهم، دلالة على ضيق الوقت. فكلمة مشغول لاتفارق ألسنتهم وكأنه شريك بلجيتس في مايكروسوفت ، ما علم ان بلجيتس نفسه لديه وقت لكل شيء فهو يعمل ويتعلم ويمارس الرياضة ولايفارق الكتب والقراءة. ويشتغل بالأعمال الخيرية والتطوعية ولديه مقابلات تلفزيونية ويعيش مع عائلته سعيدا وتراه مبتسما بشوشا. (لاتفكروني بمدح بالزلمة ..بس هذا اللي قرأته عن سيرته 🤗)

فموضوع إنك حضرتك مشغول ..أرجو ان تعيد النظر فيه. ومع ذلك، تفضل ياعزيزي، في زمن الكورونا فلقد تبرع لكم بالوقت بالمجان ... وصار عندك وقت من كل حدب وصوب. فتفضل أرنا بطولاتك وصولاتك وجولاتك . ودعني أذكرك ببعض كلماتك الخالدة (لو عندي وقت سوف أعمل كذا وكذا وكذا ..........).

وكعادتي انصح ولا أمل من هذه النصيحة ..لأني واثق أنني بهذه النصيحة أرشدك للنجاح في الدنيا والآخرة.

وأوجهك إلى قراءة الكتب حصراً. فالكتب لا تنتهي. لا فائض من الوقت للقاريء الحقيقي، أي القاريء الذي ينهض عالمه على أعمدة القراءة.

فدائما هناك الكتب التي تنتظر:

الكتب التي كان القارئ يخطط لقراءتها منذ زمن ولم يكن الوقت يسعفه.

الكتب التي كان يبحث عنها منذ سنين.

الكتب التي تتعلق بأشياء يشتغل عليها وجاء الوقت المناسب لتصفحها الآن.

الكتب التي يمكن أن يبقيها لديه للأيام المقبلة.

الكتب الجديدة التي تبث الرعشة في كيانه وتخلق عنده فضولاً لا تفسير له.

كتب قديمة. كتب جديدة. في آن معاً. في الكتب الجديدة نبحث عما هو غير جديد وفي غير الجديدة نبحث عما هو جديد.