وفي هذه المذكرات سجل الأحداث التالية :
1- سفارته عن السلطان زيدان إلى كل من فرنسا وهولاندا
عام(1020هـ/1611م -2022هـ/1613م)
2- ذهابه إلى الحج (1046هـ/1636م)
3- توقفه في مصر (1046هـ/1637م)
4- رجوعه إلى تونس وتتمة كتابه العز والمنافع، (1048هـ/1638م)
5- ونسخه كتاب ناصر الدين بخطة في تونس (1051هـ/1641م)
ومن الغريب أن المؤلف انقطعت أخباره ولايعرف
مكان وسنة وفاته .
وخلال مراجعة هذا الكتاب سنتوقف عند بعد
الحوادث والروايات لبعض المناظرات التي ستفيد القراء وتفتح الأذهان للشكل الذي
يكون عليه الحجاج مع أصحاب الملل والعقائد الأخرى.
يذكر افوقاي أنه في عام 997هـ / 1588م في
غرناطة قاموا بهدم صومعة ووجدوا فيها صندوقا من حجر وفي داخله صندوق من رصاص،
ووجدوا في رقا كبيرا مكتوب عليه بالعربية والعجمية المعروفة في بلاد الأندلس ،
وتصف خمار الصالح مريم أم عيسى عليه السلام، وعظما من جسد أشبطان وهو رجل صالح عند
النصارى.
وعنما اجتهدوا في ترجمة هذه الأوراق الصغير
وجدوا ذكرا واضحا للرق الذي وجدوه في الصومعة المهدومة، فازداد حرصهم على ترجمة ما
فيه بعد أن اعياهم ذلك سابقا.
وكان لحسن حظ أفوقاي أنه كان يتكلم العربية وأعطاه
الحكام في إسبانيا الأمان للتكلم بها، حتى يعينهم على ترجمة الرق المذكور.
وكان بداية الرق مكتوب "بسم الله الذات
الكريمة المتلبية"
ولقد توقف عند ترجمة المتلبية إلى اللغة
الإسبانية، واحتاج أن يعرف معناها فاستعان بكتاب لشرح الكلمات العربية للجوهري،
وظهر أن معنى المتلبية مأخوذة من لب الشيء معناه الذات الخالصة لا مركبة ولا
ممزوجة.
ثم ذكر سيدنا عيسى عليه السلام ، ثم قال القس
"سسليوه" عن نفسه أنه مشى في طلب العلم إلى مدينة أثينا ببلاد اليونان
حيث يقرا العلم بكل لسان وأنه بعد زمن مشى لزيارة القدس وأصيب بمرض العينين حتى
غشى البصر بالبياض. وأن الموكل ببيت المقدس أخرج إليه (جفر) الحوري يوحنا الذي كتب
ربع الإنجيل وقال له إن فيه سرا عظيما واستشفى به من مرضه في عينيه فارتد بصيرا.
وأخذ منه نسخة يونانية وترجمها إلى الإسبانية وأدخله في 49 بيتا ووضع في كل بيت
حرفا من العجمي ثم تحت كل الجدول شرحا بالعربية.
انتبه أفوقاي للغز المكتوب في الرق فكان الرق
مكتوبا باليونانية والشرح بالعربية، فكان عندما يشكل تسلسل الأفكار في المتن
العجمي يقرا الشرح العربي فيجده متوافقا ومكملا لبعضه. وذلك لأنه كتب في أول الرق
عبارة "يا طالب اللغز أقرن" وهذا ما ستعصى على الكثيرين قبل افوقاي عند
الترجمة. حيث كان دائما يتم التركيز على ترجمة الشرح العربي لتحويله إلى العجمي
فيجدوه ناقصا وغير مفهوم.
ثم ذكر في الرق باللغة العجميه:
من غمرات الشرقيين أتى ملك جاني بالإنشرار
على الوجود قايم بتمام القدر قد انتصار
يامالكا دايما من هذا الأمر أين الفرار
وملك يتحكم على الوجود كله على الغروب
وين يتقدم على من قد أمله من العيوب
والسر يتفهم بما القدر أعطه على الذنو
ولقد ترجمها افوقاي وقال (أن دين النبي عليه
الصلاة والسلام سيظهر على كل الأديان، حيث ان بقية الكتب السماوية ملأت بالعيوب
والتحريف وذلك معنى (أمله من العيوب) وهو موافق لقوله تعالي (أرسل رسوله بالهدى
ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
وهو ذكر لما سينزل بالنصارى من الشر والخسران.
حيث ان كاتب هذا الرق وهو القس "سسيلوه" وضعه في الصومعة خوفا من
السلطان نيرون لأنه كان يقتل النصارى ولقد تولى الملك سنة 20 بعد سيدنا عيسى عليه
السلام وكتبوا الرق باللغة العربية التي كانت متداولة في ذلك الزمن. وكان يقصد
بالبحر هي البندقية أو مالطا،وذكر في الرق أنه "يخرج من القبلة الحاكم العادل
ولايعود"
0 تعليقات