نحن أمام ثورة صناعية رابعة قائمة على أساس الذكاء الاصطناعي وتعاظم عمل الآلة
وخاصة في عمليات الإدراك والخبرة.
وبالتالي هناك إنذار مبكر في باندثار القدرات الفكرية القائمة على المنطق التحليلي، وهذا التوالي والتسلسل يحصل مع كل ثورة صناعية، عادة ما يرافقها اختفاء بعض القدرات البشرية لصالح إعلاء قدرات اخرى.
ولقد بلغ الحد في هذه الثوره الصناعيه الرابعه أن تغولت على كل حياة الإنسان حتى أن الهاتف صار مثالا قديما باليا أمام التطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي وفائق الذكاء.
ولكن!!!
الدماغ البشري لازال هو الفيصل و النعمة التي فضل الله بها الإنسان على جميع مخلوقاته وسيبقى كذلك. في الدماغ يتحلى بميزة يطلق عليها "اللدنة الدماغية" وهي تعني القدرة على التكيف وتعلم مهارات جديدة من خلال تخليق ارتباطات عصبية دماغية بتشكيلات لانهائيه وهو الأمر الذي ينتج العبقرية البشرية.
ولكن أيضا،،،
لا يمكن لهذه التشكيلات الفريدة "العبقرية" أن تحصل إلا من خلال الجهد البشري المنظم والمنضبط والمبتسم بالجلادة والشغف.
لذلك…
بالعودة إلى تغول الذكاء والنظم الرقميه في حياتنا اليومية فهو يكبح تشكيلات اللدنة الدماغية وبالتالي اختفاء الفكر التحليلي والقدرة الفلسفية والقدرات المتفردة للعقل وهذا الذي كان معلما جوهريا الارتقاء بالبشرية في كل الحضارات.
ومن الخطأ الشائع اعتقاد أن الاستغراق في العالم الرقمي هو دليل على التطور وذلك لان هناك فرق كبير بين أن تكون قادرا على التعامل مع التقنية وأن تكون قادرا على تخليقها وابتكارها يمثل الاستغراق بالالعاب والتطبيقات يرسخ جوانب عقلية إجرائية من غير محتوى مرئي ثري.
ونضرب على هذا مثالا (يربط بين عالم الذكاء الفائق وبين عالم الكتب المطبوعة) وهو بيل غيتس فهو أحد صانعي الثورة الصناعية الرابعة والرجل الذي جعل من ويندوز
متاحا ومجانا للجميع. وله مدونة معروفة gates notes وفي هذه المدونه فهو قليلا ما يتناول موضوعات ذات طبيعة تقنية، بل على العكس فهو يتناول مواضيع الإنسانية والخيرية والثقافية التي تشغل حيزا كبيرا من هذه المدونة. كما أنه دأب على ترشيح الكتب للقراءة خصوصا في العطلات المختلفة ويحرص على أن يتصور معها ليبين مقدار الحميميه لتلك الكتب.
فهنا نجد أن من ابتكر التقنية حريص على إظهار اهمية القراءة الورقية وحجم المتعة التي يحصل عليها المرء من التعامل مع الكتاب فهو تأكيد لأن يمنح الإنسان نفسه فرصة أن ينفك عن العالم الرقمي و تغوله و لكي يبقى عقله يعمل على التحليل والابتكار وهنا
أريد أن ادلك على مصطلح آخر سيكون هو العلاج "التعتيم الرقمي" الاختياري او الاجباري الموسمي أو اليوم وهو أن تفرضه على نفسك للابتعاد عن التكنولوجيا ولكن هذا العلاج منوط بالرغبة الصادقة لأن تتعامل مع عقلك الذي أكرمك الله به وأن تحافظ عليه.
وسام مصلح
وسام مصلح
0 تعليقات