لسنا هنا بصدد الحديث ضد الشاشات أو الأجهزة الذكية، لكننا نحاول إيراد أسباب ترجح كفة الكتاب على هذه الأجهزة من أجل التزود بالمعرفة الحقيقية التي نحتاج إليها في حياتنا اليومية؛ ذلك أن للشاشات فوائد جمة، بل إنها باستخدامها استخدامًا راشدًا تدفع نحو مزيد من التقدم العلمي.
ومن الأسباب التي قد تدفع للتقليل من استخدام الأجهزة الذكية أن الكتب تبطئ من الإصابة بمرض الألزهايمر (الخرف). فقد دلت الدراسات على أن الأشخاص الذين التزموا بالقراءة مددًا طويلة في حياتهم فإن صحتهم العقلية والذهنية استمرت أطول من غيرهم، وتأخرت إصابتهم بالألزهايمر. ويعود ذلك إلى أن مخ الإنسان- مثل سائر أعضائه- يمكن أن يتعب أو يصاب بالكسل في حال عدم استخدامه وتمرينه بعدة أمور؛ ومنها القراءة.
كذلك فقد أكدت الدراسات أن القراءة تساهم في التقليل من حالة القلق التي تصيب البعض قبل النوم وتسبب له الأرق. وتقول هذه الدراسات إن القراءة تنشئ حالة من تشتيت الذهن عن المشكلات التي تسبب القلق، وهو ما يساعد على الاسترخاء والخلود للنوم. بل إن بعض الأطباء يصفون لمرضاهم كتبًا للمساعدة في شفائهم من بعض الأمراض النفسية.
لا ريب أنه يُمكِن قراءة الكتب من شاشة حاسب أو آيباد أو حتى هاتف محمول، لكن هذه الوسائل الإلكترونية تخفي داخلها مشتتات كثيرة، ليس أقلها الروابط التشعبية التي تغري القارئ بالتنقل من صفحة إلى أخرى ومن تطبيق لآخر، في استهلاك كبير للوقت إذ تجعل القارئ يقع في حبائلها دون شعور بمضي الوقت. هذا علاوة على بعض الأضرار التي تنجم من استخدامها، وذلك على العيون والظهر والرقبة، فضلًا عن الإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة عن هذه الأجهزة، التي يمكن أن تسبب أضرارًا على المدى البعيد.
0 تعليقات