اعلان اسفل القائمة العلوية

header ads

عندما يكون للقراءة عيادة


عندما يكون للقراءة عيادة 
بقلم وسام مصلح
wmousleh@yahoo.com

صدر حديثا كتاب عيادة القراءة للكاتب وسام مصلح حيث يقول فيه إن الحاجة الى عيادة قراءة في يومنا هذا وخصوصا في مجتمعاتنا العربية اصبحت حاجة وضرورةملحة جدا، فلم تعد القراءة لمجرد القراءة فقط بل أصبحت فن يدرس له قواعده وتقنياته العلمية المجربة. ولهذا، فأن عيادة القراءة فكرة ترتكز على تدريس فن القراءة، وكيفية اكتساب القارئ مستويات أعلى من المهارات في هذا الفن.
ويتابع قائلا تعتبر مشكلةالعزوف عن القراءة بمثابة حالة مرضية يمكن علاجها، في علاج تلك المشكلات، فكل « القطار قد فات » لذا لا يمكننا القول أن الأعمار والفئات في المجتمع قادرة على أن تصل إلى علاج لهذه الحالة، خصوصا إذا وضعنا اليد على المشكلة الرئيسية الفردية لكل شخص يعزف عن القراءة، حينها سيتم وصف العلاج المناسب لتلك المشكلة ولكل حالة من الحالات، لذا علينا وصف المشكلة بدقة وبصراحة ومن ثم وصف العلاج المناسب.

إن فكرةالعيادة هذه وجدت لأولئك الذين يرغبون في أن يصبحوا قراءً، وعلى وجه التحديد قراءً للكتب، اولئك الذين يهدفون الى جني
فهما متزايدا من خلال القراءة. وهكذا، فأن القراءة الحقيقية الفعالة، هي تلك التي تمد القارئ بقدرٍ كبيرٍ من المعلومات وفهمٍ أوسع من خلال الكلمة المكتوبة، لذلك فأن الأذكياء هم من لا يستكفون بما يقدم لهم عبر وسائل الإعلام بجميع أنواعها، ولكنهم يدركون أيضا أن عليهم أن يقرءوا أكثرسعيا وراء الحقيقة، ولكي يصنعوا عالمهم المبني على القناعات والأفكار المتينة القوية.

إن عملية القراءة هي عبارة عن نشاط إيجابي ؛ بمعنى أن القارئ يتفاعل مع الكاتب ثم يبدأ بتكوين معرفة يكون قادراً على استخدامها
في بناء مفهوم جديد يستطيع توظيفه واستخدامه وهذا ينعكس ايجابا على حياته.
لذلك، فأن القارئ الأفضل هو ذلك القارئ القادر على صنع نشاط أوسع في القراءة وبذل جهد أكبر. مع ذلك،فالكثير منا يتساءل ماذا
أستطيع أن أفعل لكي أقرأ بفعالية؟ هذا السؤال يكاد يكون هو السؤال الأول الذي يدور في خاطر كل شخص ألتقي به، وذلك بسبب مهنتي كأمين مكتبة، ويظن السائل أن لدي الوصفة السحرية لعلاج العزوف عن القراءة. ولطالما كانت لدي ردود عامة ومحاولا الابتعاد عن الحالات الخاصة لكل واحد منهم. أحاول أن أقترح لهم بعض عناوين الكتب التي تهتم بفن القراءة وخاصة
كتب القراءة السريعة فهي تغزو أسواق الكتب بكثرة وتساعد جدا في هذا المجال. ولكني مع مرور الوقت لفت انتباهي أن هذه الكتب كتب طويلة ومملة وتحتاج إلى شرح وتوضيح، فهي لا تُقرأ بدون مساعد. فكيف ستكون موجهه إلى أشخاص لديهم مشكلة العزوف عن القراءة؟
وفي تجربة عيادة القراءة كانت الفكرة أن تكون هناك لقاءات مباشرة مع الناس ومحاولة فتح حوار يناقش أهم العقبات والمشاكل لكل شخص بشكل خاص، وبهذا الاهتمام بكل حالة على حدا تكون لدي قناعة خاصة بأن الناس بجميع اختلافاتها بحاجة لشرارة بسيطة لكسر الحاجز الوهمي بينها وبين الكتب، حيث أن معظم التبريرات والأعذار التي ذكرها زوار عيادة القراءة كانت وهمية ومتكررة وغير مقنعة. ومن جهة أخرى قمت بجمع الممارسات والعادات التي يقوم بها الناس عند قراءة الكتب، وهنا
أيضا كانت متشابهه إلى حد كبير.

إن تجربة عيادة القراءة استمرت لمدة ثلاثة أيام متتالية، وكان لابد من توثيق هذه التجربة وأهم النتائج التي توصلتُ إليها على شكل كتاب يفيد الناس الذين لم تكن لهم فرصة زيارة عيادة القراءة، ومن خلال هذا الكتاب ستكون إرشادات عيادة القراءة في كل بيت ومدرسة ومكتبة وفي كل مكان نحتاج فيه إلى ترسيخ عادة القراءة.

الكتاب عبارة عن حوارات بين أمين المكتبة وهي الشخصية التي ابتكرت فكرة عيادة القراءة ولديه حلول عملية واختبارات علمية يحاول من خلالها علاج مشكلة العزوف عن القراءة لدى جمهور عيادة القراءة. والشخصية الثانية هي أحد زوار عيادة القراءة وهو باسل الذي سيقوم بتطبيق جميع تعليمات وإرشادات امين المكتبة وتدور حوارات وأسئلة عديدة يطرحها باسل على أمين المكتبة والتي تكون منها فصول هذا الكتاب.
بدأ الفصل الأول بقياس المؤشرات الحيوية لأي قارئ يرغب بأن يعرف مستوى قراءته للكتب وهي مؤشر سرعة القراءة، ومؤشر سرعة الاستيعاب، ومؤشر الرغبة بالقراءة. وهي المؤشرات الرئيسية لكي يكون الشخص على دراية واضحة أين موقعة في عالم القراءة.
تناول الفصل الثاني أهم العادات الخاطئة التي يقع بها الشخص أثناء قراءته للكتب ولقد حرصت على أن تكون من واقع التجربة في عيادة القراءة.
أما الفصل الثالث فتم تخصيصة لأهم الخرافات والأعذار التي يرددها الأشخاص الذين قابلتهم في عيادة القراءة. وحاولت في الفصل الرابع والخامس والسادس أن أطرح مجموعة من العلاجات المفيدة والعملية والتي تساعد في عملية ممارسة القراءة دون ملل أو كلل. وكان لابد في الفصل السابع أن يكون للتأكيد على أن القراءة هي الحياة ووضعت فيه بعض النصائح والإرشادات المهمه للإستمرار والثبات على القراءة.
أما الفصل الثامن حرصت فيه على أن أضع نماذج لأشخاص عاشوا قراءً ومع كل انشغالاتهم في الحياة سواء رؤوساء دول أو مشاهير من المجتمع، ليكون حافزا نحو قراءة مدى الحياة.
هذا الكتاب ليس كباقي الكتب التي تتناول فكرة تنمية مهارة قراءة الكتب، هو عبارة عن تجربة حقيقية (عيادة القراءة) وتم استخلاص أهم النتائج ورصدها وتوثيقها لتكون دليلا ومرشدا لكل من يرغب بأن يقرأ للحياة.

إرسال تعليق

0 تعليقات