اعلان اسفل القائمة العلوية

header ads

ليلة القدر ونظرية آينشتاين النسبية


البوابة نيوز: تعرف على العلامات الست الدالة على ليلة القدر


إن  أهم ما يميز العشر الآواخر هو أن المسلمين في كل بقاع العالم يفتشون فيها ويبحثون ويترقبون ليلة القدر، الليلة التي أخفاها الله عن عبادة، وجعلها جائزة كبرى لا يوفق إليها إلا من اصطفاه وهداه.
 ومن أكثر الأسئلة التي تدورعلى الألسن خلال هذه الأيام المعدودات المباركات، ماهية ليلة القدر؟، وماهي علاماتها؟، وماهي أزمانها المرجوة؟، ماهو الوقت المفضل للقيام؟، وهل هي في الأيام الفردية أم الزوجية؟، هل ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين؟ ….الخ. وجميع هذه التساؤلات نستطيع أن نجعلها تحت عنوان كبير وهو "الزمن أو الوقت" فنحن نتعامل مع كنز مدفون في الزمن، وستكون المنافسة كلها على موافقة الزمن الصحيح للقيام بالعمل الصحيح. 
فلو تحدثنا من باب الفقه والإفتاء، فهناك جبال من الكتب، والصوتيات، والمرئيات لعلماء وفقهاء ومذاهب قد كتبوا وبينوا ووضحوا كل صغيرة وكبيرة حول العشر الآواخر وليلة القدر.
أما بالنسبة لي فأنا هنا سأركز على لعبة الزمن التي هي أساس الفوز بالكنز والأجر العظيم الذي أعده الله لمن يوافق تلك الليلة المباركة ، فهو أصل المنافسة الحقيقية. ولا أقصد بالمنافسة بأن الجائزة ستكون لشخص واحد ، بل على العكس فهي منافسة ليست ككل المنافسات فكل المتسابقين فائزين، وبركة الله ورحمته وسعت كل شيء. 
حديثي عن الزمن بحد ذاته، وهل هو شعور داخلي، أم شعور خارجي؟ ، كيف يكون شعورنا بالزمن؟ كيف نستطيع موافقة ليلة القدر بكل سهولة ويسر؟. 
فكما هو معلوم أن ليلة القدر لابد أن تكون بعد منتصف الليل وحتى الفجر ، وهذا هو زمانها ، والمسلمون بترقبونها في كل العشر الآواخر تحسبا لموافقتها بشكل أكيد، ذلك لأن لا أحد يعرف في أي ليلة ستكون.
فلو تحدثنا منطقيا ...
فأنت لديك معلومة صحيحة 100% ووردت إلينا بالتواتر والإجماع بأن ليلة القدر في العشر الآواخر من رمضان. إذا أمسك هذه المعلومة وعض عليها بالنواجذ.  
ولديك معلومة أخرى صحيحة بنسبة 50% ووردتنا فيها اختلافات كثيرة وهي أن ليلة القدر تأتي في الليالي الفردية، يعني ليلة (21، 23، 25، 27، 29). 
ومعلومة أخرى تكاد تكون ضعيفة وهي أن ليلة القدر تقع في ليلة 27 . 
وبحساب بسيط جدا على مبدأ الربح والخسارة، فأي من هذه المعلومات السابقة سوف تتخذ قرارك لموافقة ليلة القدر؟!. أتوقع وبكل بساطة أن المعلومة الأكيدة بنسبة 100%  والتي تقول أن ليلة القدر سوف تأتي في واحدة من الليالي العشر الأواخر في رمضان، ستكون هي الخيار الصحيح للقرار الصحيح الذي سوف يصل بك للفوز بالمنافسة والحصول على الجائزة. ذلك لأنك بهذا القرار سوف تزيد من فرصتك لكي توافق ليلة القدر وتقلل من احتمالية خسارتها بنسبة 100%. فأنت الآن في المسار الصحيح. إذا سيكون القرار هو أن نقوم ونتعبد الله في العشر الأواخر كلها دون استثناء فكل الليالي هي لقاء مع الله وتقربا له. 
أما السؤال التالي فهو ماذا أفعل في هذه الليلة؟ 
يعتقد الناس أن موافقة ليلة القدر تحتاج إلى تدابير وأعمال كثيرة ، ويسول لهم الشيطان ذلك ويدخل الكسل إلى قلوبهم، ويخسروا بذلك أيما خسارة. 
ليلة القدر لاتحتاج منا الأجساد والمناظر والهيئات، بل هي تحتاج القلوب... تحتاج منا إدراك أن الله الآن نازل بجلاله إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله دون تشبيه أو تعطيل. والملائكة قد انتشرت في كل مكان فرحة واجلالا لهذه الليلة التي تنزل فيها القرآن على أحب الخلق محمد صلى الله عليه وسلم…إنك الآن أنت في ليلة زينت السموات فيها وتزينت واستعدت لهذه الذكرى الكريمة التي توزع فيها الجوائز والهبات والرحمات من غير حساب...نستشعر أن الله قريب منا ومعنا وأننا في لقاء مع الله الذي نحب والذي نعبد . ولا يصيبنا ملل أو كلل، لانحسب للزمن ولانعد له حساب. لأننا مع الله. 
عند الحديث عن ليلة القدر وزمانها وأجرها يقفز لذهني النظرية النسبية لآينشتاين، وهو الرجل الذي حطم بنظريته كل آلات الزمن، ولقد اختصر المسألة على مساعدته التي جاءته تشكو كثرة الأسئلة ممن يلتقي بها حول ماهية النسبية...
فأجابها أينشتاين: "عندما أجلس مع من أحب لمدة ساعتين، أخالها دقيقةً واحدةً فقط. ولكني عندما أجلس على موقد ساخن جداً لمدة دقيقة أخال أنها ساعتان، هذه هي النسبية".
العشر الآواخر ليست بالطويلة ، فأنت فيها سوف تكسر حاجز الزمن وتنطلق في رحلة روحانية كونية ...إلى عالم تتغير فيها المقاييس فأنت الآن أمام ليلة خير من ألف شهر ، أنت الآن ستتحرك بسرعة الضوء 3000 كلم في الثانية، سوف تنتقل في الزمان إلى المستقبل حوالي 83 سنة من غير أن يتغير شكلك ولاتهرم وأنت كما أنت . وننتقل إلى ماضينا فتمحى كل ذنوبنا السابقة ويعفو الله عنا مهما بلغنا من أعمارنا.  أليس هذه الليلة بحد ذاتها هي آلة الزمن التي طالما حلمنا بواحدة مثلها. 

قد تكون هذه المقالة مختلفة عن كل ماقرأته سابقا عن ليلة القدر ، لأني أريد أن أحرك فيك عقلك قبل قلبك لاغتنام هذه الأيام ، فنحن نريد عبادة على علم ووعي، ونريد قلب يستشعر كل هذا. يقول الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ). 
اللهم اجعل العمل خالصا لوجه الله تعالى ، واجعلنا ممن يوافقون ليلة القدر وينالون أجرها وثواباها. 







إرسال تعليق

0 تعليقات