إن للأسرة دور كبير في التأثير على شخصية الطفل، وكما هو معلوم بأن الطفل في هذه المرحلة الأولى يمر بمرحلة تقليد ومحاكاة للآخرين وخاصة لأسرته، ومن هنا تأتي أهمية أن يكون الوالدين قدوة لأبنائهم، فلو فتح الأولاد أعينهم ورأوا أباءهم وأمهاتهم يحمل كتابا في يديه ويقرأ فيه من وقت لآخر، فإن هذا سيخلق عن الأولاد دافعا قويا لتقليد ما يرى وهو يتوقع أن كل ما يفعله أبويه هو غاية الكمال والصحة. فلابد من أسرنا في مجتمعنا الشعور بالمسؤولية وتقوم بدورها نحو تشجيع القراءة للأبناء، ومن الجدير بالذكر هنا بعض الوسائل النشاطات التي تساعد الأسرة على إذا طبقتها على أبنائهم لتشجيعهم على القراءة.
١. القدوة:
تعلم أنت أولا كيف تقرأ؟ وكيف تعلم غيرك كيف يقرا؟ وهناك دورات القراءة السريعة قد تساعدك في تعلم فن القراءة وأهم الأدوات والتقنيات المساعدة على القراءة.
٢. المكتبة المنزلية:
والمكتبة المنزلية المقصودة هنا ليست مكتبات الديكور، بل تخصيص ركن في المنزل ترتب فيه الكتب بمساعدة الأسرة جميعا، بحيث يخصص لكل شخص في الأسرة رف خاص به. ومن خلال وجود هذا الركن (المكتبة) تجد أن جميع أفراد الأسرة سيرى الكتاب والمكتبة وتكون ضمن يومياته في المنزل.
٣.حل مشاكل العائلة من خلال كتاب:
استخدم وسيلة أن تجد لكل مشكلة عائلية كتاب يمكن الرجوع إليه لحل هذه المشكلة، فمثلا إذا كانت لدى الأولاد بعض المشاكل السلوكية وترغب بتصحيحها، بالإمكان أن تحضر بعض الكتب والقصص التي تعالج هذه السلوكيات.
٤. أقرأ لأطفالك:
الكثير من الناس يعتبر أن القراءة للأولاد من أعمال التمثيليات التلفزيونية وأنها غير واقعية، ولكن أثبتت الدراسات أن القراءة للطفل تزيد من أواصر المحبة بينه وبين والديه وتدخل عليه السعادة والطمأنينة. والقراءة قبل النوم من أنجع الأدوية التي توصف لكي ينام الأطفال نوما هنيئا.
٥. خصص وقتا عائليا للقراءة:
بإمكان الوالدين تحديد وقتا عائليا للقراءة بشكل يومي ويحترم هذا الموعد ويجتمع فيه مع أبنائه ويجب أن يقرأ الجميع قراءة صامته في جزء من الوقت والجزء الاخر لنقاش أهم الأفكار التي قرأوها في تلك الكتب. وأن يحاول الآباء الاستماع لأبنائهم بكامل حواسهم.
٦. عدم الملل والاستمرار في عادة القراءة:
عند إضافة عادة جديدة في حياتك فدائما ما ينصح ان تكون بالتدريج وبكميات تستطيع المداومة عليها وكما يقال "قليل دائم خير من كثر منقطع" ولجعل عادة القراءة غير مملة وبالتالي يكون أثر ذلك ترك القراءة تماما سواء من الوالدين أو الأولاد، ننصح دائما أن تكون جرعات القراءة اليومية محددة وممتعة، وأن تكون جلسة بعيدة عن أسلوب الدراسة والمنهج الدراسي. "ومن الممكن لتشجيع الأولاد على القراءة أن لا يطلب ممن يقرأ أي طلبات إضافية" جربها ولاحظ النتائج.
٧. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لكتابة خواطرهم وما استفادوا من قراءاتهم:
من الجميل جدا أن يكون للأولاد الذين يستطيعون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بعض المشاركات حول الكتب التي قرأوها وماذا استفادوا منها وأن تكون بلغتهم وبأسلوبهم، ونشير هنا إلى ضرورة أن يكون ذلك بإشراف الوالدين. هذه الطريقة ستحفز الأولاد على إنهاء قراءة الكتاب لمشاركة أصحابهم ومناقشته معهم، وسيشعر بالفخر في ذلك.
٨.الوقت ليس مفتوحا لتعليم أبنائنا القراءة
ينقسم الأهل نحو رغبتهم في تحبيب أبنائهم للقراءة إلى قسمين فيعضهم يظن أن القراءة هي ميول فطري لدى الأطفال فلا حاجة للتعب في تحبيب القراءة لهم، فهم سيجدون أنفسهم فجأة قراءة، وهنا لا أعلم كيف يكون ذلك وأنت كأب لا تطبق ذلك على كل المهارات الأخرى مثل كرة القدم والموسيقى والرسم، هل يمكن أن يصبح فجأة لاعب موهوب مثلا، الجواب قطعا لا، فلذلك لابد من العمل على خلق الحاجة إلى الطفل لتنمية مهارة القراءة لدية وأن يفتح عينية على عالم الكتب. أم القسم الثاني من يظن أن القراءة أمرها بسيط متى أرادوا وفي أي عمر بدأوا بالعمل مع أبنائهم لكي يقرأوا، وهنا فخ آخر يقع فيه الأباء حيث اننا كلنا نعلم أن العلم في الصغر مثل النقش في الحجر، وكيف تريد أن تبدأ بالقراءة مع مراهق قد أدمن الانترنت والألعاب وتكونت لديه عادات في قضاء فراغه فاعلم أن هذا لن يكون سهلا كما لوكان في الصغر). فالوقت ليس مفتوحا في تعليم أبناءنا القراءة.
وكما يذكر الدكتور عبد الكريم بكار "وكما أن زراعة كثير من الخضروات لا تتم إلا في بداية الشتاء، وبعضها لا يتم زراعته إلا في الربيع فإن لتوجيه الرغبات وبناء الاتجاهات وقتا مثاليا لا ينبغي التأخر عنه"
٩.الصفحات البيضاء
هي الصفحات الأولى في مقدمة الكتاب وهي الأهم في صفحات ذلك الكتاب. وبعض القراءة يحتفظون بها لكتابة أسمائهم للدلالة على ملكيتهم المالية للكتاب، وبعضهم يحتفظ بها لتسجيل خواطرهم حول الكتاب. فمن الممكن استخدام الصفحات الأولى البيضاء في مقدمة الكتاب لتحاول أن توجز الكتاب وتحاول أن تضع هيكلا متكاملا مع مختصر أساسي لترتيب أجزائه. وهذا الموجز يكون معيار فهمك للكتاب وهو بخلاف كتابة أسمك على الصفحة الأولى منه لإثبات ملكيتك المالية له، لأن هذا الموجز يعبر عن ملكيتك الفكرية للكتاب.
١٠.قانون التفرغ للقراءة
إن قانون التفرغ للقراءة أحد الوسائل المفيدة التي تشجع الأبناء على القراءة في المنزل، وينص القانون على أن من يقرأ كتاب لا توجه له أبدا أي أوامر أو يطلب منه أي طلب، وكذلك إذا احتاج القارئ أي طلبات تقدم له المساعدة ويتم إحضار ما يطلب له وهو جالس يقرأ. ولكي نضمن أن لا يُسئ استخدام القانون فبعد الانتهاء من القراءة يجب على القارئ أن يخبر والدية عن أهم النقاط التي وردت فيما قرأ
0 تعليقات