صدر مؤخراً للباحث السوداني آدم محمد موسى كتاب (الحوكمة وعلاج الفساد الإداري في عهد صدر الإسلام)، والذي حاول مقاربة التنامي الملموس لظاهرة الفساد الإداري والإهتمام المحلي العالمي برصدها والسعي لمحاصرة انتشارها الراسي والأفقي في القطاعين العام والخاص
تأتي الأهمية النوعية لهذا الكتاب من كونه إجتهد في قراءة واقع الظاهرة بعيون المرجعية الإسلامية، متخذاً من عصرها الذهبي ( عهد صدر الإسلام) نموذجاً تطبيقياً صالح لاستلاهمه في المعالجات المعاصرة بما يتميز به من بعد أخلاقي وقيمي.
الكتاب زاوج عبر فصوله الخمسة بين تجربة الأمس وصورة الراهن وبين الطرح النظري والممارسة التطبيقية، حيث حاول الباحث في الفصل الأول وضع إطاراً نظرياً لمفهوم الفساد الإداري منتبهاً إلى تشعب الظاهرة في إختصاصات كثيرة مما يعقد مهمة تعريفها تعريفاً جامعاً مانعاً، ثم انتقل في الفصل الثاني إلى الوقوف على الآثار المترتبة على الفساد الإداري في المجالات المختلفة الإقتصادية والإجتماعية والمال العام.
ثم عرض في الفصلين الثالث والرابع طرق الوقاية من الفساد الإداري ووسائل معالجته عاقداً مقابلة بين الوسائل المعاصرة والتجربة الإسلامية في صدر الإسلام.
لينتهي في الفصل الخامس إلى التعرض لموضوع الحوكمة الرقمية وتوظيفها في محاربة الفساد الإداري، منبهاً الكاتب إلى الجذور الإسلامية لهذه الممارسة، كما سجلتها سيرة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين من بعده.
بما وضعوه من أنظمة الشفافية والرقابة على المسؤلين والأسواق وآليات المحاسبة التي لاتستثني أحداً.
يذكر أن كتاب (الحوكمة وعلاج الفساد الإداري في عهد صدر الإسلام) صدر من (دارعصور للنشر والتوزيع) عمان ـ المملكة الأردنية الهاشمية، ويقع في 177 صفحة، هو ثمرة أطروحة علمية قدمها الباحث ونال عليها درجة الماجستير في( الإدارة العامة) من جامعة أم درمان الإسلامية 2017م .. السودان .
0 تعليقات