اعلان اسفل القائمة العلوية

header ads

فوائد القراءة: كيف تساعدنا في تطوير عقولنا وتحسين مهاراتنا؟

 


تتجلّى فوائد القراءة في تكوين هوية الفرد، الذي يساهم بالنهوض بالمجتمع في هذا الوقت التنافسي. إنّه وقت المعرفة وامتلاك المهارات، حيث إن التوقُف عن القراءة يعني تخلفنا عن الحياة.


ما فوائد القراءة؟

تغيير العقل

من فوائد القراءة وأهميتها قدرتها على تغيير عقلك، حيث تبيّن من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي أنّ القراءة تؤثّر بشبكة معقدة من الدوائر والإشارات في الدماغ. ومع نضوج قدرتك على القراءة، تصبح هذه الشبكات أقوى وأكثر تعقيداً.

في إحدى الدراسات التي أجريت عام 2013، استخدم الباحثون فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لقياس تأثير قراءة رواية على الدماغ. قرأ المشاركون في الدراسة رواية "بومبي" على مدى 9 أيام. مع تزايد التوتر في القصة، أضاءت المزيد والمزيد من مناطق الدماغ بالنشاط. كما أظهر مسح الدماغ أنه طوال فترة القراءة ولأيام بعد ذلك، زاد اتّصال الدماغ، خاصة في القشرة الحسية الجسدية وهي جزء من الدماغ يستجيب للأحاسيس الجسدية مثل الحركة والألم.

تعزيز القدرة على التعاطف 

أظهرت الأبحاث أنّ الأشخاص الذين يقرأون الخيال الأدبي على المدى الطويل يُظهرون قدرة عالية على فهم مشاعر ومعتقدات الآخرين. عندما تقرأ كتاباً، فإنّك تصبح جزءاً من القصة وتبني صلة مع الشخصيات التي تتخيلها حيث تشعر بالألم معهم. وهذا بدوره يسمح لعقلك بأن يصبح أكثر وعياً بتأثير الأشياء المختلفة على الآخرين. 

يُطلق الباحثون على هذه القدرة اسم "نظرية العقل"، وهي مجموعة من المهارات الأساسية لبناء العلاقات الاجتماعية والتنقل فيها والحفاظ عليها.

امتلاك مفردات جيّدة

وجد الباحثون أنّ الطلاب الذين يقرأون الكتب بانتظام، بدءاً من سن مبكرة، يطوّرون تدريجياً مفردات كبيرة. وذلك لأنّ من فوائد القراءة زيادة تعرّضك لمفردات جديدة تتعلمها في السياق، والتي تؤثّر على العديد من مجالات الحياة كالقبول في الكلية وحصولك على فرص عمل. على سبيل المثال، قد تستخدام أسماء أكثر تحديداً لنباتات، حيوانات مختلفة أو المزيد من الصفات.

 أظهر استطلاع للرأي أجرته Cengage عام 2019 أنّ 69% من أصحاب العمل يتطلعون إلى توظيف أشخاص يتمتعون بمهارات "ناعمة"، كالقدرة على التواصل بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ امتلاك مفردات جيّدة يطوّر قدرتك على الكتابة بشكل أفضل. فقد اكتسب العديد من المؤلفين الناجحين خبراتهم من خلال قراءة أعمال الآخرين.

مكافحة الزهايمر

قد تساعد قراءة الكتب على منع التدهور المعرفي المرتبط بالعمر. على الرغم من أنّ الدراسات لم تثبت بشكل قاطع قدرة القراءة على الوقاية من مرض الزهايمر، لكنها تبيّن أنّ كبار السن الذين يقرأون ويحلون مشاكل الرياضيات يومياً يحافظون على وظائفهم المعرفية ويحسنونها. 

كذلك وجدت دراسة أجريت عام 2013 بواسطة المركز الطبي بجامعة "راش" أنّ الأشخاص الذين شاركوا في أنشطة تحفيز عقلي طوال حياتهم كانوا أقل عرضة لتطوير اللويحات والآفات وتشابكات بروتين تاو الموجودة في أدمغة الأشخاص المصابين بالخرف. لذلك، كلما بدأت في عمر مبكر، كلما كان ذلك أفضل.

تخفيف التوتر والاكتئاب

في عام 2009، قامت مجموعة من الباحثين بقياس تأثيرات اليوغا والفكاهة والقراءة على مستويات التوتر لدى طلاب العلوم الصحية في الولايات المتحدة. وجدت هذه الدراسة أنّ 30 دقيقة من القراءة تخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومشاعر الضيق بنفس فعالية اليوغا والفكاهة.

لا تقتصر فوائد القراءة على تخفيف التوتر، إنّما تساعد أيضاً في تخفيف أعراض الاكتئاب. قد تسمح لك القصص الخيالية بالهروب مؤقتاً من عالمك والانجراف في التجارب المتخيلة للشخصيات، فضلاً عن التخفيف من عزلة الشخص المصاب بالاكتئاب. كما كتب الفيلسوف البريطاني السير روجر سكروتون "العزاء من الأشياء الخيالية ليس عزاءً وهمياً".

يمكن أن تعلمك كتب المساعدة الذاتية الواقعية استراتيجيات قد تساعدك في إدارة الأعراض.

بعض الكتب ستجعلك تسأل نفسك ما إذا كان الكاتب على حق أو أنّ وجهة نظره خاطئة. وبالتالي تفيدك مهارات التفكير الناقد التي تزيدها القراءة يوماً بعد يوم لاتخاذ قرارات مهمة في حياتك.

وفي السياق نفسه، تتطلب القراءة من الفرد التفكير ومعالجة المعلومات بطريقة لا تمكننا مشاهدة التلفزيون من القيام بها. كلما قرأت أكثر، أصبح فهمك أعمق لما تقرأه.

تحسين الذاكرة 

في كل مرة تقرأ فيها كتاباً، عليك أن تتذكر مكان الكتاب والشخصيات وخلفياتهم وتاريخهم والحبكات الفرعية والكثير من الأمور الأخرى. عندما يتعلم عقلك أن يتذكر كل هذه التفاصيل، تصبح ذاكرتك أفضل. علاوة على ذلك، مع كل ذاكرة جديدة تقوم بإنشائها يمكنك إنشاء مسارات جديدة تقوي المسارات الموجودة.

تحسين المهارات التحليلية 

تسمح القراءة بأن تصبح مهارات التفكير أكثر تطوراً. وذلك، لأنّ معرفة كيف ستنتهي القصة قبل الانتهاء من الكتاب يعني أنك استخدمت مهاراتك التحليلية.

توسّع الآفاق

تمثّل قراءة الكتاب السفر عبر الزمن، حيث أننا ننقل مخيلتنا إلى عالم قائم تماماً في خيال المؤلف. وتتمثل إحدى فوائد القراءة في أنّنا نرى العالم من خلال عيون ومنظور المؤلف، نتعرف على أشخاص جدد ونكتشف تقاليدهم وثقافتهم.

كذلك يمنحك تفاعلك مع المواقف المذكورة في الكتاب فكرة عن كيفية تفاعلك وشعورك في المواقف التي لم تحدث في حياتك بعد. لذلك مع كل صفحة تقرؤها، هناك فرصة لاكتشاف جزء جديد من نفسك. 

تحسين التركيز 

في عالمنا القائم على الإنترنت، يتم جذب الانتباه إلى اتجاهات مختلفة في وقت واحد حيث نقوم بمهام متعددة كل يوم. في فترة واحدة مدتها 5 دقائق يقسّم الشخص العادي وقته بين العمل والتحقق من البريد الإلكتروني والدردشة مع الآخرين. يتسبب هذا النوع من السلوك الشبيه باضطراب نقص الانتباه (ADD) في ارتفاع مستويات التوتر ويقلل من إنتاجيتنا. 

عندما تقرأ كتاباً، يتركز كل انتباهك على القصة، يسقط بقية العالم بعيداً ويمكنك الانغماس في كل التفاصيل الدقيقة التي تستوعبها. حاول القراءة لمدة 15-20 دقيقة قبل العمل وستتفاجأ بمدى تركيزك مجرد ما تصل إلى المكتب أو المدرسة

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. السلام عليكم موضوع رائع مهم جزاك الله خيرا

    ردحذف